من ينقذ الإنترنت من المحتوى الرديء ☹️

الخطر الحقيقي من الذكاء الاصطناعي على نوعية المحتوى في الإنترنت لا يكمن في تكرار المحتوى الرديء فحسب.

محتوى الإنترنت / Imran Creative
محتوى الإنترنت / Imran Creative

من ينقذ الإنترنت من المحتوى الرديء

إيمان أسعد

أخيرًا، بعد انقطاع سبعة شهور تقريبًا، عدت إلى ممارسة المشي الصباحي في النادي لنصف ساعة، ما يعني بالضرورة عودتي إلى الانتظام في الاستماع إلى البودكاست، وعودتي إلى ارتداء ساعة أبل.

جاء الاختيار على هذه الحلقة من بودكاست «ذا إيزرا كلاين شو» بعنوان «هل سيحطِّم الذكاء الاصطناعي الإنترنت، أم سينقذه؟» (?Will A.I Break the Internet? or Save It). ما إن عرفت أن الضيف هو نيلاي باتل تحمَّست للاستماع، فهو المؤسس المشارك لإحدى النشرات البريدية المفضلة لدي «ذ فيرج».

منطلق الحلقة هو التالي: يأتي الذكاء الاصطناعي الآن في وقت يعيش فيه محتوى الإنترنت من صنع البشر أسوأ أيامه، أغلبه غثاء تحت سيل غثاء تحت سيل غثاء، ووقوعك على محتوى جيد بصعوبة إيجاد إبرة ذات ثقب في كومة من الإبر غير المثقوبة.

وبما أنَّ الذكاء الاصطناعي يتعلَّم مما نصنع، فهو يعيد تدوير المحتوى الرديء، أو لنقل في أفضل الأحوال، يرفعه إلى مستوى متوسط الجودة. هكذا، بدل أن ينقذ الذكاء الاصطناعي محتوى الإنترنت وينتشله من حال التفسُّخ، زاد الطين بلَّة. والدلالة على ذلك، كما يقول باتل، أنَّك إن أردت الإشارة إلى سوء محتوى أو ركاكته أو سطحيته على الأغلب ستعلِّق، «شكله شغل ذكاء اصطناعي😒» (it seems like A.I generated).

مدة اللقاء ساعة وخمس وعشرون دقيقة (اليوم سمعت نصف الساعة الثانية)، لكن يحلو لي أن أتصوَّر مشاركتك المشي معي أثناء ربع ساعة من الحوار بين الاثنين لم أسرح فيها للحظة، وهذه خلاصتها.

الأزمة الوجودية التي قد تشعر بها إزاء الذكاء الاصطناعي ليست ذات علاقة بتفوقه عليك، بل بالرسالة التي يحملها إليك: أنك قابل للاستبدال لأنَّ معظم العمل الذي تؤديه متوسط الجودة، سواء كانت مهامك في وظيفتك أو محتواك الذي تصنعه في الإنترنت، وبالتالي من السهل استنساخه.

فالذكاء الاصطناعي، حتى الآن، ليس بارعًا في ابتداع أي فكرة جديدة، لكنه فنانٌ بارع ومذهل في محاكاة الأسلوب، أي تقليد أسلوب كاتب، مغنٍّ، طاهٍ، رسَّام، ممثل، وتقليدك أنت. 

لكن، قبل أن يصيبك الإحباط، معظم العمل الذي نؤديه هو بالضرورة متوسط الجودة. فمثلًا كتابة إيميل عمل اعتيادي لا يتطلب منك أن تكتب تحفة أدبية تحمل نظرية جديدة في الاقتصاد وبيئة العمل كل مرة، ولهذا من السهل استبدالك بالذكاء الاصطناعي في كتابته. المحك الحقيقي هو في العمل الإبداعي (والذي تندرج تحته صناعة المحتوى) حيث يفترض أنك تتمتع بملكة إبداعية تميزك عن غيرك.

لذا فالخطر الحقيقي من الذكاء الاصطناعي على نوعية المحتوى في الإنترنت، وعلى الثقافة ككل، لا يكمن في تكرار المحتوى الرديء فحسب، بل في أنه قد يحوِّل العمل الإبداعي لديك إلى عمل سهل ويجرده من عنصر الصعوبة. تصوَّر ردة فعلك حين يريك أحدهم لوحة فنية تبدو مذهلة ومثالية، لكن ما أن يقول إنه صنعها بأدوات الذكاء الاصطناعي يخمد حماسك لها، لأنها ما عادت فنَّا في نظرك بل مجرد لهو. فما قيمة الفن إذا لم تتعب لأجله؟ 

هذه خلاصة ربع ساعة من تبادل الأفكار بين المحاورين شغلت بالي. لم أسمع الخمس وعشرين دقيقة المتبقية حيث يفترض الوصول إلى الإجابة عن الشق الثاني من السؤال «أم سينقذه؟» لأنَّ ساعة أبل بشرتني بانتهاء النصف ساعة وإغلاق دائرة التمرين لليوم، و«ما صدقت خبر» وهرعت للبيت قبل زحمة الدوام والمدارس. 

سأسمع بقية الحلقة غدًا، وأترك لك خيار الاستماع إليها ومعرفة من سينقذ الإنترنت من المحتوى الرديء: أنت أم الذكاء الاصطناعي؟ (فمن مخاطر الذكاء الاصطناعي على المحتوى، كما ذكر باتل، تعويدنا على الاتكّال على ملخّصات الآخرين للحلقات والبحوث والمقالات مما يؤدي إلى تسطيح معرفتنا ويزيد من رداءة محتوانا، بدل الاطلاع على المصادر وتشكيل رأينا ومخزوننا المعرفي بأنفسنا!)


خبر وأكثر 🔍📰

غير عادل / Giphy
غير عادل / Giphy

صوت المشي العالي آخر فضائح الشطرنج!

  • اللاعب المعجزة  يُتهّم بالغش! واجه اللاعب الفرنسي المحترف المولود في إيران أليريزا فيروزجا، البالغ من العمر 20 عامًا، الاتهام بالغش باستخدام الضجيج في لعبته ضد الروسي نيبومنياتشي. ففي أثناء مشيه لكي يمدد ساقيه ويفكِّر في خطوته المقبلة كما هي عادة اللاعبين في اللعبة، لاحظ كبير الحكّام في البطولة آريس مارقيتس أنَّ مشي فيروزجا على الأرضيات الخشبية يصدر صريرًا مزعجًا يشتت انتباه منافسه. ورفض فيروزجا استبدال حذاء آخر بحذائه في جولة اليوم التالي عندما طُلب ذلك منه. 🫵🏻😧

  • النفي والاستياء ضد الحكم! وصف جمهور اللعبة تصرفات الحكم مارقيتس مع فيروزجا بأنها «مخزية» ودعوا إلى معاقبته، ودافع الحكم عن موقفه بعدما عبَّر فيروزجا عن استيائه في منشور ذكر فيه أنه كان يرتدي نوع الحذاء نفسه الذي وافق عليه المنظمون منذ أكثر من عام. وأبدى انزعاجه من تنبيهات مارقيتس ووصفها بأنها كانت مصدر إلهاء كبير خلال خطوة مهمة جدًا في المباراة. 😠👨🏻‍⚖️

  • ضاعت «الكش ملك»! جاءت مباراة فيروزجا ضد نيبومنياتشي، الفائز مرتين على المرشحين، في لحظة حاسمة في مسيرته. حيث كانت لديه فرصة مثالية للهجوم في اللعبة وقنص الفوز، لكن عقب التشتيت الذي تعرّض له من اتهام الحكم انتهت المباراة بالتعادل السلبي، وظل فيروزجا في المركز الثاني قبل الأخير. في النهاية اتفق الأطراف على عدم التصعيد، وستبحث إدارة الدوري في فرش الأرضيات بالسجاد في البطولات المقبلة! و«يا دار ما دخلك شر»♟️🤷🏻‍♂️.

🌍 المصدر


شبَّاك منوِّر 🖼️

هل تقول «نعم» لكل مهمة توكل إليك، حتى لو طفح جدولك بالمهام ومؤشر الإرهاق في بطاريتك ينذر بالاحتراق؟ قد يكون السبب خوفك من وقت الفراغ!

  • على الأغلب خوفك من الفراغ مبعثه خوفك من التفكير الزائد في نفسك والاستغراق في هواجسك. فمن طبيعة الدماغ، متى دخل في حال الفراغ ولم يجد مهمة لتنفيذها، التحوُّل إلى وضعية طرح الأسئلة على النفس، من أسخفها «لماذا أظافري تبدو بهذا الشكل؟» إلى «يا ويلي! هل هذه هي الحياة التي تمنيتها؟!» 🧠🛠️

  • كيف تعرف أنك مصاب بالخوف من الفراغ؟ إذا وجدت ساعة فراغ في جدولك واستغللتها أيضًا في العمل بدل الراحة أو الاستجمام أو الرياضة أو الالتقاء بصديق. 🧑🏻‍💻🏖️

  • الحل؟ ليس من السهل تخطي الانشغال، لكن يمكن التلاعب عليه بإشغال نفسك بممارسة رياضة أو هواية. ويمكن أيضًا ممارسة العصف الذهني لأفكار لا علاقة لها بوظيفتك، فهي تشحن طاقتك الإبداعية. 🖍️🌪️ 

🧶 المصدر


لمحات من الويب


قفزة إلى ماضي نشرة أها! 🚀

العزلة لا تعني أن تشعر بالوحدة، لكنها تحتاج الممارسة لتستكشف الثراء الحسي الذي يشعر به المنعزلون بعد قضاء بعض الوقت الممتع مع النفس. 😌

يعود ابتكار تقنية الحبر الإلكتروني إلى سبعينيات القرن الماضي، لكنها أصبحت رائجة ومنتجًا محبوبًا فقط في السنوات الأخيرة الثلاث. ✒️📱

نشرة أها!نشرة أها!نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.