هل إجبار طفلك على الاعتذار تربية جيدة؟ 👶🏻

الاعتذار يتضمن شيئًا من الإذلال والانكشاف نحن الكبار لا نرتاح إليه بل ويشعرنا بالتوتر، فما بالك بالطفل؟

الاعتذار عند الطفل / Imran Creative
الاعتذار عند الطفل / Imran Creative

هل إجبار طفلك على الاعتذار تربية جيدة؟

إيمان أسعد

أكثر تصرّف أمقته، وأجد نفسي مؤخرًا مضطرة إلى تكراره، هو الاعتذار! الاعتذار ليس بالسلوك الهين؛ فهو يضعك في موقع المخطئ، في موقع ضعف أمام الآخر الذي تطلب منه الصفح، ويفتح الباب لذاك الآخر أن يتعالى عليك سواء سامحك أم تجاهلك أم وجد الفرصة سانحة لينشب أظفاره فيك. لكني تربيت على فضيلة الاعتذار منذ كنت طفلة، ووفقًا لمدارس التربية الحديثة في إنستقرام، فأمي الملامة على دوامة الاعتذار العالقة فيها الآن!

هذا ما قرأته في مقالة على «ذ أتلانتك» بعنوان «هل من الخطأ إجبار الطفل على الاعتذار؟» (Is it Wrong to Tell Kids to Apologize». فحسابات التربية الحديثة الأمريكية في إنستقرام مثل (Big Little Feelings) تحث الوالدين على عدم إجبار الطفل على الاعتذار لأي شخص، وذلك خوفًا عليه من التعرض لمشاعر الإحراج والكبت والضعف؛ فمشاعر الطفل تتفوق في أهميتها على أي شيء آخر، حتى على مشاعر والديه!

(أدرك هنا أنَّ ما تقضي به التربية الغربية -تحديدًا الأمريكية- لا يعنينا نحن العرب في شيء، فنحن لنا قواعدنا التربوية الأخلاقية، وهذا هو الوضع الافتراضي الصحيح. لكن أنا أعلم وأنت تعلم أنَّ الكثير من الأسر العربية تتأثر بتلك القواعد إلى حد كبير مع وجود أطفالها في مدارس أمريكية، أو تأثرًا بالثقافة الأمريكية الطاغية ككل.)   

الحجة التي يقوم عليها مؤثرو إنستقرام التربويون أنَّ إجبار طفلك على الاعتذار من طفل آخر لن يعلمه بالضرورة الندم على فعلته والتعاطف مع من تعرَّض له بالأذى. لذا بدل إجبار الطفل على قول كلمة «آسف» وإحراجه أمام الجميع، عليك كوالد أن تدخل معه في نقاش ودي على انفراد، وتحاول إقناعه بكل لطف أن يتصور نفسه مكان الطفل الآخر، وبعدها تترك له حرية الاختيار في تقديم الاعتذار من عدمه. إذا عملت بهذه القاعدة سيتعلم طفلك مع الوقت التواصل مع مشاعره والتعاطف مع الآخر، ويختار إما الاعتذار باقتناع، أو التعويض عن الأذى بالطريقة التي تناسبه دونما اعتذار صريح.

لا أولاد لديّ، لكن مع كل ما نسمع من ارتفاع حاد في نسب التنمر في مدارس الأطفال، أتفهم محاولة الآباء والأمهات تربية أبنائهم على الشدّة وقوة الشخصية وعدم إظهار مكمن ضعف أمام أي طفل آخر. بل أعرف أنَّ البعض يتعمَّد تعليم أبنائه السب والشتائم كوسيلة دفاعية ترهب المتنمر. وبالطبع، فإن تعليم فضيلة الاعتذار لا يتسق مع هذا الهدف، لأنَّ الاعتذار يتضمن شيئًا من الإذلال والانكشاف نحن الكبار لا نرتاح إليه بل ويشعرنا بالتوتر، فما بالك بالطفل الذي لم يتعلم بعد التعامل مع مشاعره ومشاعر الآخرين.

لكن هنا بالذات مكمن أهمية تربية الطفل على فضيلة الاعتذار. إذ تقول المعالجة النفسية كارا قودوين أنَّ حتى الاعتذار البارد الذي يُجبَر عليه الطفل خيرٌ له من عدم الاعتذار مطلقًا، لأنَّ الاعتذار سيزعجه، وهذا الانزعاج سيحثه على النضوج وتفادي مسبباته، فيتعلم ألا يضع نفسه في موقف يضطره إلى تكرار الاعتذار. 

مما يذكرني بما قالته لي المعالجة النفسية عن كثرة اعتذاراتي: 

«هل خطر لك أنَّ تفادي وضع نفسك في موقف يتطلب الاعتذار مستقبلًا سيجنبك إياه؟ ربما عليك الكفّ عن الالتزام بمواعيد لن تفي بها مع كل الضغط الذي تمرين به، وربما عليك الكف عن مماطلة التواصل مع شخص آخر حول موضوع مزعج أملًا في أن يُنسى مع الوقت؟ وربما عليك ألا تقبلي بمهام أنت مدركة أنَّ لا وقت ولا طاقة لديك لإتمامها؟ وربما عليك أن تكوني صريحة في أنك لست متاحة للرد الفوري على رسائل واتساب ومنصات التواصل، ومن حقك الرد في الوقت الذي يناسبك دون إظهار مشاعر الندم؟»

الخلاصة: أمي محقة تمامًا في تربيتها إياي على فضيلة الاعتذار 🙏🏻❤️وأنا من عليه التعامل بنضج مع فوضى المشاعر المؤدية إلى كثرة الاعتذارات! 👀


خبر وأكثر 🔍📰

بيتهوفن / Giphy
بيتهوفن / Giphy

شعر بيتهوفن يحل لغز إصابته بالصمم!

  • اعرفوا سبب صممي! في عام 1802، أوصى بيتهوفن قبيل وفاته بأن يعرف الأطباء سبب صممه وأمراضه. إذ أصيب بيتهوفن بالصمم في العشرينات من عمره إلى جانب معاناته من عدة أمراض هضمية في أواخر حياته. واقترحت إحدى النظريات داء «باجيت» الذي يمكن أن يؤثر في السمع، بالإضافة إلى متلازمة القولون العصبي، أو الزهري، أو التهاب البنكرياس، أو السكري، أو النخر الحليمي الكلوي!😷👂🏽

  • المعجبون يحققون وصية بيتهوفن! حين أوشك بيتهوفن على الموت، قصّ عددٌ من معجبيه خصلات من شعره للاحتفاظ بها. وبعد تطور تحليل الحمض النووي بما يكفي، قرر المدير المؤسس لمركز «إيرا إف بريليانت» ويليام ميريديث بدء عملية البحث عن خصلات شعر بيتهوفن في المزادات والمتاحف. وحصل ميريديث على خمس خصلات تعود للموسيقار، خصلتين منهما كانتا بحوزة رجل أعمال أسترالي من عشاق بيتهوفن، وقد احتفظ بخصلات شعره على أمل تنفيذ وصية بيتهوفن باكتشاف أسباب أمراضه، وبعد قرنين ستُنفذ الوصية. 📜 🎶

  • معادن سامة اتحدت ضد العبقري! أظهر تحليل خصلات شعر بيتهوفن نتائج صادمة، فقد احتوت إحدى خصلات شعره على 380 مايكروقرام من الرصاص، بينما يعد المستوى الطبيعي 4 مايكروقرام، كما احتوت على زرنيخ أعلى من المعدل الطبيعي بحوالي 14 مرة، وزئبق أعلى بمعدل 4 مرات. إلا أن العلماء أوضحوا أن الرصاص لوحده كان مرجحًا لإصابته بالتسمم وبكل الأمراض التي كان يعانيها. 🧪 🦠

  • شرب كأس معاناته! أشارت الأدلة إلى ترجيح النبيذ الرخيص كمصدر للرصاص في جسم بيتهوفن حيث كان غالبًا ما يضاف إلى النبيذ الرديء لتحسين مذاقه، كما يُحفظ النبيذ بأوعية من الرصاص. وكان معروفًا عن بيتهوفن شربه لكميات كبيرة من النبيذ تقدر بزجاجة يوميًا، حتى أن أصدقاؤه ساعدوه على شرب النبيذ بملعقة وهو على فراش موته! 🍷🥄

  • الدواء كان جزءًا من الداء! كان الصمم جحيم الملحن الراحل، مما جعله ينسحب من الحياة الاجتماعية ويشعر باليأس وينطوي على نفسه، ويبالغ بشربه النبيذ. كذلك كان يبحث بضراوة عن علاج لأمراضه، وتناول 75 دواء يوميًا، والمفارقة أن كثيرًا منها رُجّح احتواؤه على الرصاص، وقد كتب مرة أنه فكر بالانتحار إلا أن الفن هو ما يُبقيه حيًا.  💊 😔

🌍 المصدر


شبَّاك منوِّر 🖼️

ماذا لو أخبرتك أنَّ بإمكانك المضي في حياتك دونما أي قلق من المستقبل، بل إنك لن تفكّر فيه بتاتًا؟ قبل أن تستعجل وتظنها نعمة، دعني أشاركك ما عرفته من قراءتي الأخيرة. 🙂🧠

  • ماذا ستفعل اليوم؟ كان فينيس قيدج عاملًا في خط سكة حديدية، وفي أحد أيام عام 1848 أدى انفجار قريب إلى انطلاق عمود حديدي في الهواء ليخترق أسفل خد فينيس ويخرج من أعلى جمجمته منتزعًا جزءًا من الفص الجبهي، إلا أن فينيس نهض مجددًا ومشى إلى المستشفى وعاود العمل. لم تؤثر الحادثة على وظائف جسده بوضوح؛ فاعتقد العلماء أنه لا تأثير كبير للفص الجبهي. لكن في مطلع القرن العشرين انتشرت عمليات إزالة الفص الجبهي بين المصابين بالأمراض العقلية وعُرفت باسم «lobotomy»، بعدما لوحظ تأثيرها المُهدئ على الأشخاص. وبعد عقود من الملاحظة اكتُشف أن من يخضع للعملية يفقد قدرته على التخطيط أو التنبؤ بالمستقبل وتخيّله، وسيقف عاجزًا عن حل أحجية، أو إجابة سؤال «ماذا ستفعل مساء اليوم؟»

  • قلق التخطيط نعمة. عند تصفّحي كتاب «التعثر في السعادة» أدهشتني القصة أعلاه، فنحن مهووسون بتخطيط مستقبلنا ودراسة كل خطوة نجهل نتيجتها، ونتمنى أحيانًا فقدان هذا القلق. لكن دفعتني قراءة الصفحات إلى التفكير في نعمة القلق وقدرتنا على التنبؤ والتخطيط حسب استطاعتنا. إذ لا أظن أنَّ مهما بلغ بنا القلق سنطلب استئصال فصنا الجبهي! 🧠 📝

  • نفضّل العيش في المستقبل على الحاضر. قيل لمتطوعين في دراسة إنهم فازوا بعشاء فاخر في مطعم مدهش، فمتى يودون الاستمتاع بوجباتهم؟ فاختاروا تأجيل التجربة مدة أسبوع. وكشفت دراسة أخرى أن مرضى السرطان أكثر تفاؤلًا بمستقبلهم ممن يتمتعون بصحة جيدة. لذا تقترح المؤلفة أن معظم الأشخاص يستمتعون بتخيّل المستقبل عوضًا من عيش الحاضر، فنحن نملك سيطرة تامة على ما لم يحدث، مما جعلني أفكّر في اللحظات الكثيرة التي نُضيعها في توقعاتنا للمستقبل. فإذا وجدت نفسك تبحر في أحلام اليقظة وتُبالغ في تخطيط آلاف الخطوات القادمة فتذكّر أنك لا تملك إلا الاستمتاع في حاضرك. 🥘💭

  • لا يزال هناك الجديد تحت الشمس. تخيّل أن العلماء لم يعرفوا فائدة الفص الجبهي إلا في القرن العشرين، بعد إزالة آلاف الفصوص الجبهية وحبس الناس في حاضرهم. تمنحني قصص الاكتشافات متعة إدراك أن ما نجهله كبشر يفوق بكثير ما نعرفه، مما يمنحنا الشعور بالإلهام لنبدع ونكتشف ونجرب في مجالاتنا كائنةً ما كانت. 💫 🦋

🧶 إعداد

شهد راشد


لمحات من الويب


قفزة إلى ماضي نشرة أها! 🚀

نشرة أها!نشرة أها!نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.